اختلف المؤرخون والباحثون بتسمية عكار منهم من قال من جذر عكر ومنهم من قال لسواد التربة وقد جاء في كتاب معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية لأنيس فريحة مايلي : “أما عكار فمن جذر عكر وتفيد أصلا المنع والصد والحجز (AKKAR) المانع والحاجز والصاد، ومن معاني الجذر العكر ضد الصفاء والنقاء وقد تكون التسمية من سواد التربة ؟ وإحتمال أخير أن يكون الاسم تحريف (AKKARA) بالهمزة أي الفلاح والحارث ، إن احتمال أن تكون التسمية من العكر ضد الصفاء بسبب سواد التربة أمر غير وارد لأن مساحة التربة البازلتية في عكار لاتتجاوز 10% من تربة عكار العتيقة صاحبة الأصل في التسمية : هي صلصالية حمراء وحوارية، وأن تكون تسمية من العكر وقد أطلقت على عكار لسواد غاباتها الكثيفة الملتفة فأمر لانرجحه لما سند لي به من تحليل، وأن تكون التسمية من المنع والصد والحجز فهو أمر مشكوك فيه ومستبعد من الناحية التاريخية والجغرافية ، فعكار لم تصد فاتحاً يوما ولم يمتنع حصنها على غازٍ ولايقف جبلها حاجزا تجاه ريح أو ماء، ومن الباحثين من قال أن أصل التسمية عربية فلفظة عكار مذكر عكارة وقد سمي المكان كذلك نسبة الي سكانها العكارة( أي الأشداء) وهذا التعبير ساقط بداهة لأنه لايوجد لفظة عكار في اللغة العربية وهي ليست مذكرا لوزن المبالغة عكارة ولأن هذا الوزن هو نفسه في المذكر.
– امتداد اسم عكار زماناً ومكاناً
تشكل لفظة عكار اليوم الجامع المشترك لاسمين: قرية (عكار العتيقة) وقضاء عكار. ومن البديهي القول أن القرية هي التي حملت هذا الاسم أولاً، بدليل نعتها ( بالعتيقة ) أي القديمة مما يستتبع بالضرورة القول أن تسمية عكار اطلقت على مجمل القضاء في وقت لاحق، وأن السهل بقي خارج حدود المنطقة التي حملت اسم عكار آنذاك بدليل أن مدنه ظلت تنسب الى طرابلس أو دمشق حتى أوائل القرن الرابع عشر. وفي ذلك التاريخ وضع المماليك حاميات على امتداد السواحل لصد أي عدوان ومنع أي انزال صليبي محتمل ، فوضعوا آل سيفا في حصن عكار وفي قرية عكار العتيقة التي أمست بعد ذلك مكان تمركزهم الأساسي، وبحكم وظيفتهم كمراقبين وتنظيمهم كإقطاعيين ، وسع آل سيفا امارتهم خارج حدود قرية عكار العتيقة لتشمل ماجاورها من الجبال التي انسحبت عليها تسمية عكار بصورة مترافقة مع امتداد إمارة السيفيين عليها، وأصبحت منذ ذلك الحين تعرف بجبال عكار .